ماذا تعرف عن ثورة الماوماو الكينية



لطالما امتلأت جيوب التاريخ بالثورات التي سجل أصحابها اروع صفحات المجد والفداء في دفاعهم ان استقلال بلدانهم وكرامتهم. ومن هذه الثورات الثورة التي شنها الشعب الكيني-وبخاصة أفراد قبيلة الكيكويو الجبلية- ضد السلطات الإستعمارية البريطانية عام 1952، وعرفت بثورة الـ ماو ماو...أي (القَسَم). استمرت هذه الثورة حتى عام 1956 وجرت ذيولها حتى عام 1963.

فقد قامت بريطانيا الاستعمارية بعدد من الإجراءات التعسفية، أدت الى خلق مناخ مؤات للثورة في صفوف الكينيين، وخاصة قبيلة الكيكويو المتطورة عن بقية القبائل الكينية رغم انها كانت تؤمن بنوع من الدين المبني على السحر. وقد قرر زعماءه هذا الدين بإسم الأجداد والأرواح والتقاليد المتوارثة، 
وبإسم الإله القهار (المونيه نياغا) إعلان الثورة ضد البيض الذين يستبدون بالشعب ويغتصبون خيرات البلاد، وقد عبر جومو كينياتا-ويعني اسمه (الرمح الناري)-عن رفض الشعب الكيني لحضارة الإنجليز، لأنه يعتبرها أدنى مستوى من حضارته. وفي هذه الفترة ظهر تعبير الماو ماو (القسم) أو ( الرجل الذي يختبيء). 
بدأ ثوار الماو ماو عملياتهم المسلحة في أيار عام 1952، فهاجموا المتواطئين الكينيين مع البريطانيين واستطاعوا السيطرة على السكان المحليين التابعين لمنطقة "الكيكويو"، ورد الإنجليز على الثورة بالعنف المضاد، وقبضوا على جومو كينياتا عام 1953 فأدى ذلك الى إشعال نار الثورة في البلاد ولإقدام ثوار الماو ماو على إعدام بعض الأوروبيين، وعندها بدأ الجيش البريطاني بتمشيط الغابات بحثاً عن المشتبه بهم وقد أرغم آلاف الكيكويو المقيمين في نيروبي العاصمة على التجمع في معسكرات وإخضاعهم لحرب نفسية قاسية، وقد بلغ عدد الموقوفين من المشتبه بهم حوالي 35000 شخص.
وصعد الثوار القتال في غابات وجبال كينيا وأخذ الطيران البريطاني يقصف الماو ماو فيرد هولاء بعمليات قتل وتشويه كانت تبعث الرعب في نفس المستعمرين البيض والمتواطئين معهم من السود على حد سواء. وفي عام 1955 اعتقل أحد زعماء الثورة فأضعف ذلك حركة الماو ماو كثيراً، وانهار معقلهم الأخير في أكتوبر-تشرين الأول عام 1956، وانتهت ثورة الماو ماو إذ اقتصر نشاطها حتى عام 1960 على بعض العمليات المسلحة المتفرقة.


لقد دفعت ثورة الماو ماو الحكومة البريطانية الى إلغاء الأحكام العرفية والى إعلان استعدادها لمنح كينيا استقلالها الذاتي الذي حصلت عليه في 12-12-1963.
وقد قدّم قدامى محاربي قبائل "ماو ماو" في كينيا، الذين تمردوا ضد الاحتلال البريطاني في الخمسينيات من القرن الماضي بإقامة دعوى قضائية ضد الحكومة البريطانية يتهمونها فيها بانتهاك حقوق الإنسان.
وقد قتل في الصراع ضد الاحتلال البريطاني أكثر من ثلاثة عشر ألف إفريقي، من بينهم الكثيرون من محاربي قبائل ماو ماو، ونحو مئة أوروبي. وقال مسؤولو صندوق قدامى محاربي الماو ماو، وهو مؤسسة خيرية إن أعداداً ضخمة من الأفارقة تعرضوا للضرب والتعذيب على أيدي الجنود البريطانيين، مما أدى لإصابة بعضهم بعاهات مستديمة. وقد فشل الصندوق العام الماضي في الحصول على دعم الحكومة الكينية لجهود إقامة الدعوى القضائية. لكن محامياً بريطانياً يمثل المحاربين الكينيين قال إنه يتوقع أن تؤيد المحاكم البريطانية دعواهم، وقال إنهم قد يحصلون على تعويضات ضخمة

ليست هناك تعليقات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.